الأولياء ، والأوصياء ، والأنبياء ، وأولوا العزم . إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِيدُ : وذكروا : أن هذا تعليل لطلب الإجابة ، وأنه « عليه السلام » إنما يطلب ذلك منه تعالى ، لأنه متصف بهذه الصفات ، بل لأنها مقصورة عليه ، ولا يتصف غيره تعالى بشيء منها . فالرجاء منقطع عمن سواه . والمنان . . والفعال . . وإن كانت من صيغ المبالغة بالنسبة للبشر ، ولكنها ليست كذلك بالنسبة إليه تعالى ، إذ لا تتصور المبالغة في حقه سبحانه ، وإنما هي صيغ تكثير . . أي أن هذه الأمور تصدر منه تعالى بكثرة . وقال ابن الأثير : « المنان : هو المنعم المعطي . من المن بمعنى : العطاء ، لا من المنة » [1] . والحميد : هو المحمود على كل حال ، فهو فعيل بمعنى مفعول . والمبدئ : هو الذي يوجد الأشياء على غير مثال سابق . والمعيد : هو الذي يوجد ما كان مسبوقاً بمثله . غير أننا نقول : قال تعالى : * ( قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ) * [2] . فالمن المذموم : هو أن يذكر المنعم النعمة بنحو ينقصها ويكدرها على من ينعم عليه . .
[1] النهاية لابن الأثير ج 4 ص 365 . [2] الآية 18 من سورة الحجرات .