مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ : المراد بإشرافها : ارتفاعها . والمراد بالتحية : مطلق السلام والدعاء . . أي أنه يريد أن تكون هذه الصلاة أعلى من جميع التحيات التي يمكن أن تلقى على أحد من البشر . . وقد عبر بالإشراف ليفيد هيمنتها ، وشدة ظهورها ، وتميزها على ما سواها . . وهذا يعطي : أنه لا بد من مراعاة المقام حتى في التحيات أيضاً ، التي هي تعامل ظاهري معلن ، كما أن من المطلوب إظهار ذلك ، بالمستوى الذي يناسب ذلك المقام . . صَلَاةً لا يَنْتَهِي أَمَدُهَا ، وَلا يَنْقَطِعُ عَدَدُهَا : ثم أشار « عليه السلام » إلى لزوم أن لا تتوقف هذه الصلوات والرحمات عند حد . بل تبقى وتستمر بلا انتهاء لأمدها . . والأمد هو الغاية . . ولا بد من تواليها وتتابعها ، بحيث لا ينقطع ولا يقف عدها وإحصاؤها ، بل يبقى العد مستمراً . . وهكذا الحال بالنسبة لمكافأة الغازي ، والمرابط ، ومن خلفهم بحسن العمل والمعاملة ، فإنها يجب أن تستمر ولا تنقطع . . كَأَتَمِّ مَا مَضَى مِنْ صَلَوَاتِكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ : ثم إنه « عليه السلام » قدم أساساً يكون هو المبدأ لهذا الاستمرار ، ومنطلقاً ومنشأً لتلك الكثرة ، وهو أن ما يطلبه يبدأ عده وحسابه من المرتبة التي هي فوق الرحمات التي صدرت منه تعالى على جميع البشر ، بما فيهم