وبتمزيقه ، ولو احتاج الأمر إلى التضحية بكل غال ونفيس ، أو احتاج إلى الدخول في ساحات الجهاد ، وتعريض النفس للخطر . . ولذلك عقبه بقوله : فَنَوَى غَزْواً ، أَوْ هَمَّ بِجِهَادٍ : فقد دلت الفاء في قوله : « فنوى » على عطف الجملة على ما قبلها ، وعلى الترتيب ، وعلى السببية في آن واحد . وقد عبر بكلمتي « نوى » و « همَّ » ربما ليدل بكلمة « همّ » على أن الإرادة فعلية ، والمراد حاضر . وبكلمة « نوى » ، على أن الإرادة حاضرة ، ولكن المراد قد يكون حاضراً ، وقد يكون مؤجلاً ، أو قد يكون غير محددٍ . ولكنه سيختاره من بين عدة خيارات حاضرة ، أو مؤجلة ، أو مختلفة من حيث الحضور والتأجيل . . ثم بيَّن بكلمة : « نوى » الغزو ، أن الغازي ليس مرابطاً في الثغور ، أما من ينوي الجهاد فهو أعم من جهاد الحاضر في الثغر ، والغائب عنه . . وفي كلا الحالتين قد يعترضه ما يمنعه من تحقيق ما نوى ، ومن مباشرة ما همَّ به . . وقد أشار « عليه السلام » إلى هذه الموانع بقوله : فَقَعَدَ بِهِ ضَعْفٌ : فذكر أولاً ما يرتبط بالمانع الذاتي ، وهو نقصان القوة عن الحد الذي يحتاج إليه في العمل الذي يريد مزاولته . وقد قال « عليه السلام » : « فقعد به ضعف » ، ولم يقل : أقعده ، أي جعله يقعد ربما لينسب الفعل إلى غير الغازي والمرابط ، تنزيهاً له عن أن يكون له