أي دور في اختيار القعود ، أو إرادته ، ليصبح الضعف بمثابة المانع له ، مع مضي عزيمته في فعل هذا الأمر . . وقد جاءت كلمة « ضعف » نكرة ربما لتشير إلى شدة ذلك الضعف ، ولتشير أيضاً إلى أنه ليس محدداً في نوع أو سبب بعينه ، نظراً لتعدد أسباب الضعف واختلافها . . أَوْ أَبْطَأَتْ بِهِ فَاقَةٌ : ثم أشار « عليه السلام » إلى العوامل الخارجية ، فذكر أولاً الفاقة ، وهي - كما في كتب اللغة - : الفقر والحاجة ، ولكن الذي يظهر من كلام الهمداني في كتابه : الألفاظ الكتابية : أن الفاقة هي شدة الفقر ، حيث قال : « الفاقة ، والخصاصة ، والإملاق ، والمسكنة ، والمتربة واحد » [1] . وعلى هذا ، فإن الفقر وحده لا يكفي لتحقيق الإبطاء ، بل لا بد من أن يبلغ حد الإملاق ، ويسكنه عن الحركة ، ويجعله يفترش التراب . . وقد أظهر هذا التعبير أيضاً : أن الفقر هو الذي يبطِّئ حركة المجاهد ، لأن المجاهد يختار الجهاد ، ولا يختار القعود عنه . . وهذا معناه : أنه ليس للإنسان أن يعتذر عن عدم مشاركته في الغزو والجهاد بالفقر ، أو بمطلق الضعف . بل لا بد أن يكون الضعف هو الذي يقعد به ، وشدة الفقر هي التي تبطئ به . . وكأنه يريد أن يقول : إن المجاهد يصبح محمولاً للضعف وللفقر ، وهما