ولكنه « عليه السلام » أطلق الكلام حول القلق على أمر الإسلام ، ليشمل القلق بسبب ما يراه من خطر يتهدده ، والقلق المرتبط بالعوائق من انتشاره ، وتعريف الناس به ، أو حملهم على الالتزام بأوامره وزواجره . . أو غير ذلك . . وَأَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ أَهْلِ الشِّرْكِ عَلَيْهِمْ : ثم انتقل « عليه السلام » إلى ما يجب أن يكون عليه موقف المسلمين وهم يواجهون التحدي ، فذكر أن على كل مسلم أن يحزن إذا رأى تحزب أهل الشرك على أهل الإسلام ، والمراد من تحزبهم : تجمع طوائفهم وجماعاتهم للقيام بأي عمل يضر بأهل الإسلام . . ولم يحدد نوع ذلك الضرر ولا مقداره . . قال الجوهري : « الأحزاب : الطوائف التي تجمع على محاربة الأنبياء » [1] . والحزن : « هو حالة نفسانية ، تحصل لتوقع مكروه ، أو وقوعه . أو فوات محبوب في الماضي » [2] . فذكر « عليه السلام » : أن الحزن يجب أن يكون هو السمة للمسلمين ، وهم يرون التحزب قد حصل . . ولكنه ليس حزن العاجزين ، أو المهزومين ، بل هو حزن الأقوياء الذي يعطي الدافع للتحرك والإقدام ، ويحث على التفكير بتقويض هذا التحزب
[1] الصحاح للجوهري ص 109 ورياض السالكين ج 4 ص 273 . [2] رياض السالكين ج 4 ص 272 .