للطف الله سبحانه ، وللرعاية الإلهية ، والتسديد الرباني . . وللإيمان به سبحانه ، والسعي إلى رضاه وإلى العمل بأوامره ، والانزجار بزواجره . . ولذلك ذكر « عليه السلام » : أنه لا بد من أن يُلْحِقَ المتخلف بالغازي والمرابط في مقصده الذي توجه إليه دعوة ، لتكون هذه الدعوة مرافقة لذلك الغازي في أي جهة يتوجه إليها . . وبذلك يتبلور لدى الغازي والمرابط والداعي شعور بأن للدعوة التي صاحبته أثراً في جهده وجهاده ، وأنها من أسباب توفيقه وبلوغ أهدافه في الدنيا وفي الآخرة . . وأنه مرعي من الله تبارك وتعالى . . وليست الدعوة مجرد كلمات ، صدرت وذهبت في الهواء ، بل هي باقية تؤتي أكلها كل حين بإذن الله . . أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَائِهِ حُرْمَةً : كما لا بد أن لا يقتصر الأمر على حفظ مال المجاهد ، وتعهد أهله . . بل يجب حفظ ورعاية حرماته في غيبته . . فيراعي له جاره حرمة جواره ، ويراعي من ائتمنه على سره حرمته فيه ، فلا يفشي له سره . وما إلى ذلك . . ويمكن تخصيص البرامج الهادية لتوعية الناس وتعريفهم بهذا الواجب ، وحثهم على الالتزام به . .