وتأكيد عزيمته على جهاد العدو . فلا بد من الاهتمام ببرامج التعبئة الروحية . ولكن وفق المصطلحات ذات الدلالات الإيمانية الصحيحة ، كما ربما يفيد تعبيره « عليه السلام » هنا بكلمة « جهاد » التي هي مصطلح ديني يوحي للغازي والمرابط : أولاً : بلزوم بذل الجهد في هذا السبيل ، فلا تكون المشاركة في الغزو ، وفي المرابطة على سبيل الترف ، أو التسلية ، وما إلى ذلك . . ثانياً : تذكير المجاهد بأن عمله مرتبط بإيمانه ، وبدينه ، وعقيدته ، وهو من العبادات التي يطلب فيها قصد التقرب إلى الله تعالى ، وطلب رضاه . . وبذلك يكون قد هيأه لهذا الأمر نفسياً ، وعبأه روحياً أيضاً . . على أن موضوع التحريض على الجهاد ، كما يكون بالقول ، يكون بالفعل أيضاً ، وأدنى ذلك : أن يهيء له الأسباب ، ويزيل العوائق من أمامه . . أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً : والتوسل بالدعاء في مثل هذه المواقف مطلوب أيضاً ، حتى لا تتأكد لدى الغازي والمرابط مفاهيم خاطئة كأن يعتقد أن الأهمية القصوى ، والدور ، والقيمة الحقيقية ، والكلمة الفاصلة هي للعتاد والسلاح ، والجهد البشري ، وللخطة الحربية ، وحسن إدارة المعركة ، وما إلى ذلك من أمور قد تصرف الإنسان عن التفكير بالحاجة إلى الله تبارك وتعالى ، فيصاب بالغرور ، ثم بالفشل الذريع عند تلقيه الضربة الأولى ، حيث يظهر أن العتاد والسلاح والخطط والجهد البشري وإن كان مهماً ، ولكنه ليس هو الحكم والفيصل في الحرب . بل لا بد من تذكيره بأن الدور الحقيقي والحاسم هو