وهذا يعطي الغازي والمرابط المزيد من الإحساس بالأمن وبالسلامة والحفظ . . والمراد بالحرمة : ما وجب القيام به ، وحرم التفريط به . وفي القاموس : ما لا يحل انتهاكه به . . غير أن الظاهر : هو شمول ذلك لكل ما يرجح الشارع حفظه منه في غيبته ، حتى ما هو مثل حرمة جواره ، فضلاً عن المنع من غيبته ، أو انتقاصه ، أو حفظ سره ، ونحو ذلك . . فَآجِرْ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْنٍ وَمِثْلاً بِمِثْلٍ : قد تقرأ الكلمة : أجر بفتح الهمزة وسكون الجيم ، أي اجعل ذلك جارياً . . وقد تقرأ : بتسكين الهمزة وضم الجيم ، بمعنى : أثبه . وقد تقرأ : بمد الهمزة وكسر الجيم ، آجر له . . من الأجر ، والثواب أيضاً . . وقد يقال : إن مقام الإنسان هو مقام المربوب ، والداعي ، والطالب ، ومقام الأدب معه سبحانه يقتضي أن لا يوجب على الله تبارك وتعالى . ونقول : إن الأمر في الدعاء ليس كذلك ، بل المطلوب هو الحتم والجزم في الدعاء ، لأنه طلب المحتاج ، وليس فيه إيجاب ، حاله حال الأوامر التي تصدر من العالي أو المستعلي إلى غيره لتكون من موارد سوء الأدب ، لمنافاتها لكمال العبودية والخضوع . بل فيه إيذان بكمال الخضوع ، وشدة الانقياد ، من حيث هو تعبير عن شدة الحاجة ، وكمال الانقطاع إليه تعالى . ولذلك لا يحسن بالداعي أن يقول : يا رب اقض حاجتي إن شئت . . ولذلك عدى الإمام « عليه السلام » كلمة أجر باللام : للدلالة على أنه يطلب من الله تعالى أن يوجب هذا الأجر ، ويحتِّمه ، فقال : « آجر له » أي أوجب ، وحتِّم له هذا الأجر . .