2 - ولا بد من العمل على تقليل قيمة ومحدودية تأثير الكثرة العددية لجيش الأعداء في تحقيق الغلبة له ، وتبيين أنها كثرة لا تنفع ، ولا تزيد من قدرة العدو على الحسم ، وقد يمكن إقناعه بذلك عن طريق تعريفه بأن العدو يحب الدنيا ، ويتعلق بها ، وليس لديه أي داع للتخلي عنها . . ويمكن أيضاً القيام بدراسة تتكفل ببيان الثغرات ، أو بيان الحالات التي تصبح الكثرة فيها عبئاً ، أو إلقاء نظرة على وسائل إسقاط الكثرة العددية عن التأثير في ساحة الحرب . . أو غير ذلك مما يمكن لدائرة التوجيه العسكري أن تقدمه للمجاهدين في هذا السياق . وفي ساحة الإصطفاف والمواجهة تتأكد قيمة هذا الشعور بقلة عدد الأعداء ، فإن ذلك يقوى قلبه على الدخول في حربهم ، بهمة ، واندفاع ، وثقة . وَصَغِّرْ شَأْنَهُمْ فِي قَلْبِهِ : ولا بد أيضاً من العمل ، وفق نشاطات مدروسة على إسقاط هيبة الأعداء في نفس المجاهد . وتعريفه بمدى الهلع ، والذل ، والصغار الذي يعيشونه ، وبيان هزيمتهم الروحية . . وإن تظاهروا له بخلاف ذلك . يضاف إلى ذلك : إقناعه بأنهم لا حرمة لهم ، لأنهم يحاربون الله ، ويبغون الغوائل لأهل الإيمان ، ولا يقيمون للقيم وزناً ، ولا يملكون من الفضائل الأخلاقية ، والمعاني الإنسانية ما يجعلهم يستحقون الحياة . . وَأَدِلْ لَهُ مِنْهُمْ ، وَلا تُدِلْهُمْ مِنْهُ : وإذا صادف أن تمكن العدو من عمل يوحي بأن لديه شيئاً من القوة ، أو استطاع أن يقوم بحركة مؤذية لأهل الإيمان ، فلا بد من تلافي ذلك ،