بالمعونات الحسنة ، التي هي النصرة . . ويتجلى هذا الأمر بإنشاء قوى تحسن الإسناد للقوى المرابطة والغازية ، حين تحتاج إلى ذلك . وقد يكون الإسناد بإنزال ضربات مفاجئة في موقع لا يحسب العدو أنه سوف يؤتى منه . . وقد يكون ذلك بتحركات ، وتصرفات تؤدي إلى إرباك العدو ، وتوزع اهتماماته ونحو ذلك . . والنصرة - كما قيل - : هي حسن المعونة . . وحسن المعونة قد يكون باختيار أساليب لا يتوقعها العدو ، وقد يكون بدقة التنفيذ . وقد يكون باختيار مواضع الخلل التي يحتاج المجاهد إلى مثلها ، ولا يجد الفرصة أو الوسيلة لذلك . وربما بغير ذلك . . وَعَلِّمْهُ السِّيَرَ وَالسُّنَنَ : المراد بالسيِّر في ألسنة الفقهاء : المغازي ، وتعني في الأصل الطريقة . . وقد روي عن الإمام السجاد « عليه السلام » قوله : « كنا نعلّم مغازي رسول الله ( النبي ) « صلى الله عليه وآله » كما نعلّم السورة من القرآن » [1] . وقيل : المراد بالسير : أحكام الجهاد . . والسنن : جمع سنة ، وهي - كما قالوا - : الطريقة المحمدية فرضاً ، وندباً ، عملاً أو عقيدة . .
[1] سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 10 والسيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 355 والبداية والنهاية ج 3 ص 241 و ( ط دار إحياء التراث العربي ، بيروت ) ج 3 ص 297 .