فالمطلوب إذن ، هو العمل على إعداد نشاطات من شأنها أن تزيد من صرامة المرابط والمجاهد في مواجهة الأهوال . والتعبير بكلمة « الهمه الجرأة » قد يكون للإشارة إلى أن الجرأة ترجع إلى حالة من الوعي ، الذي يؤدي به إلى اتخاذ قراره بالصمود في مواجهة الأهوال . . وَارْزُقْهُ الشِّدَّةَ : هناك من يكون رقيق القلب إلى درجة أنه لا يستطيع أن يرى عصفوراً يذبح أمامه ، فيحتاج إلى المزيد من التدريب على تقبيل ذلك ، فضلاً عن امتلاك الجرأة على الإقدام عليه . وهذا بالذات هو ما تعالجه هذه الفقرة من الدعاء ، فإن الشدة : هي القوة في النفس والبدن . وتقابلها الرحمة ، قال تعالى : * ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) * [1] ، فالشدة على العدو شرط أساس في قهره ، وكسر إرادته . فلا بد من إجراء تدريبات متواصلة للمقاتل ، تعطيه القوة في البدن على تحمل الشدائد ، وفي النفس لكي لا يتراخى أو يتردد ، أو تتسرب الرحمة أو الضعف إلى نفسه أمام عدوه ، فيتمكن عدوه منه ، ويسرع إلى الفتك به ، ويسدد ضرباته الحادة والحاسمة إليه . . مع أن المطلوب هو عكس ذلك تماماً . فظهر أن الشدة أمر يحصل عليه الإنسان من خارج ذاته . وَأَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ : وقد دلت هذه الفقرة على ضرورة تأييد المجاهد وتقويته على عدوه