وَأَصْحِبْهُ السَّلامَةَ : ولا بد أيضاً من الاهتمام بالمرابط والغازي في تنقلاته ، فلا تتعرض سلامته فيها لأي خطر . . فتكون ضمانات سلامته متوفرة ومصاحبة له باستمرار ، الأمر الذي يحتاج إلى تعاهد تلك الأسباب مرة بعد أخرى . وَأَعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ : والجبن هو ضعف القلب ، وهو رذيلة ، لأنه التفريط بفضيلة الشجاعة . . فلا بد من إبعاد كل ما يوجب جبن المجاهد عن مقارعة الأبطال . فلا يذكر أحد له الأهوال ، ولا يريه المناظر المرعبة ، بل يتمخض الاهتمام بإثارة فضيلة الشجاعة فيه ، وتقوية قلبه ، وتحريضه على الإقدام بذكر ما يثير حميته . ويزيد من حماسته . . ويذكر له ما أعده الله تعالى له من منازل وكرامات ، وعطايا ومقامات . . وَأَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ : قال السيد علي خان : « الجرأة بالضمة : الشجاعة ، وهي صرامة القلب على الأهوال ، وربط الجأش في المخاوف . وهي فضيلة بين التهور والجبن . فالتهور هو الثبات المذموم في الأمور المعطبة . والجبن هو الفزع المذموم من الأمور المعطبة . وإنما قدم « عليه السلام » سؤال عافيته من الجبن على سؤال إلهامه الجرأة ، لأن التخلية مقدمة على التحلية » انتهى [1] .