السلام » ليفيد : أن المطلوب هو أن يكون معظم الأعمال لله سبحانه وتعالى . . على حد قوله تعالى : * ( وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا . . ) * [1] . ثم بدأ « عليه السلام » يحدد ما يحتاج إليه الغازي والمجاهد في مسيرته الجهادية ، فقال : فَلَقِّهِ الْيُسْرَ : تقدم : أن معنى قوله « لقِّه » : أي ألق إليه اليسر مرة بعد أخرى . . فالمطلوب هو تيسير الأمور للغازي والمجاهد باستمرار ، فلا يواجهونه بالعراقيل وبالصعوبات ، ولا بالروتينات الإدارية المرهقة ، والمملة ، التي تجعله يزهد فيما يقدم عليه ، ويعيش الشعور بالحرمان والمقت ، وكأنه يواجه العقوبة لمجرد أنه يريد الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى . . ثم يدفعه ذلك إلى أن يظن بمن كان يتوقع منهم العون : أنهم لا يهتمون براحته ، أو أنهم قد يفرطون فيه . . بل قد يشعر أنهم أعداؤه ، وأن الجبهة الداخلية أصبحت مخترقة ، وغير مأمونة . وهذه من أصعب الأدواء التي قد تنتهي بالكارثة . . وَهَيِّئْ لَهُ الأَمْرَ : ثم تأتي مرحلة التهيئة والإعداد ، وإصلاح ما يحتاج إلى إصلاح ، حيث لا بد من السعي لهذا الأمر ، لأن المجاهد قد لا يكون قادراً على ذلك . وحتى لو قدر عليه ، فلماذا يطلب منه هو أن يتحمل أعباء ذلك ؟ ! ألا يكفيه