المجاهد يتوخى بجهاده التقرب إلى الله ، واتباع السنن الإلهية . . وقيل المراد بالغازي : من أراد الغزو . ولكننا نقول : الظاهر هو أن المراد به : من اتخذ قرار الغزو ، وباشر تطبيق قراره بصورة عملية . . ولأجل ذلك جاءت الفقرات التالية لتبين ما يحتاج إليه في كل مرحلة من مراحل عمله . ولو كان المراد مجرد إرادة الغزو ، لكان التعبير بصيغة المضارع : « ويغزوهم » و « يجاهدهم » أقرب وأنسب . ونستفيد مما تقدم : أن المطلوب هو تهيئة غزاة من أهل الإسلام ، وإعدادهم وفق ما تتطلبه هذه المهمة من تدريبات واختصاصات مختلفة ، وتجهيزهم بالمعدات والوسائل المناسبة . كما أن المطلوب هو إعداد مجاهدين ذوي معرفة بالإختصاصات المختلفة ، تمكنهم من ممارسة المهمات التي توكل إليهم ، مهما تنوعت واختلفت . ثم أشارت الفقرة المتقدمة إلى لزوم وضوح الهدف من الغزو والجهاد لدى الغازي والمجاهد . . وان لا يكتفي بمجرد إثارة الحماس والإندفاع . ويجب أن لا يكون هذا الهدف شخصياً ، ولا دنيوياً ، بل يكون إلهياً أولاً ، ثم لمصلحة أمة أهل الإيمان ثانياً ، من حيث هم أهل الله ، وحزبه ، وينتسبون إليه . . لا من حيث انتسابهم إلى أعراق قبلية أو عنصرية ، أو انتمائهم إلى الجغرافيا ، ولا للحصول على العظمة والجاه . ولا لأجل الحصول على القدرات المادية ، كالأموال ، والتجارات ، وامتلاك مصادر