يتخذون قرار الدخول في حرب المشركين . لأن هذا القرار يرجع إليهم بما أنهم مكلفون بعمل عبادي . . ولا يصح إجبارهم على اعمالهم العبادية ، لأن ذلك يبطل العبادة ، من حيث إنه يفقدها قصد القربة ، وبذلك يبطل أجر المقاتل ، وإن قتل في هذه الحال كان قتيلاً ، لا شهيداً . . ثم هي أكدت إبهام كلمة « أي » بواسطة زيادة كلمة « ما » حيث قال : « وأيما » لتشير إلى أن هذا الأمر لا يختلف فيه الشريف والوضيع ، والرئيس والسوقة ، والقريب والبعيد الخ . . فهو كالصلاة التي يطالب بها ، ويحاسب عليها كل أحد . . وقد أفاد ذلك أيضاً أن الغزو والجهاد مفروضان على أشخاص الناس ، على نحو الوجوب الكفائي تارة ، والعيني أخرى . . ولعله ذكر الغازي أولاً ليشير إلى تمييزه عن سائر المجاهدين ، بإقدامه على ما قد يتردد بالإقدام عليه كثير غيره ، وربما يكون تقديمه بالذكر من أجل أن يترقى منه إلى رتبة أعلى . وهي رتبة المجاهد : أولاً : لأن المجاهد يعتبر الجهاد عبادة . وثانياً : من حيث إنه يجد نفسه ملزماً بتأدية هذه العبادة في جميع أحواله ، وليس له أن يتخير أي نحو من أنحاء الجهاد وموارده على غيره ، بحيث يكون ذلك سبباً في ضعف إقدامه في أي ناحية أخرى عما ينبغي أن يكون عليه . . ولعل هذا يتلاءم مع قوله : « من أهل ملتك » ، الظاهر بإرادة إضافة هذا الغازي إلى المسار العام ، ثم عبر بكلمة « من أتباع سنتك » ، الظاهر في أن