عليهم أن ينتظروا المدد من خارجها ، وهو ما يسمى بالميرة . فجاءت الخطة التالية الهادفة إلى أن يعمل المسلمون على إلجاء أعدائهم ، إلى أشد البلاد جدباً . فإن الحص حلق الشعر ، والحاصة : داء يتناثر منه شعر الرأس . وانحص شعره : تناثر وذهب . وأحص البلاد : أكثرها جدباً ، وقد ذهب بنيانها وخضرتها ونضارتها كما يذهب شعر الرأس . فإذا أصبحت الميرة ، وهي الطعام المجلوب من خارج البلاد ، في أبعد البلاد مسافة ، وفي أكثرها جدباً ، فإن الخوف من انقطاعها بالجدب ، وبقطاع الطرق ، وبمهاجمة أعدائهم لقوافلها ، مع عدم إمكان حمايتها منهم ، وصعوبة وصول النجدة إليها لتخليصها . إن ذلك كله يوجب إثارة بلابل الصدور ، والقلق الذي لا يداويه ولا يدفعه شيء ، ولا بد أن يشغلهم ذلك عن التفكير باستنباط الخطط ، والإعداد للحرب . . فلا بد من العمل على حصر ميرهم بتلك البلاد المبتلاة بالجدب الشديد . . ولو بتكثير الغارات على القوافل الناقلة لها ، وإشاعة أجواء الخوف من حملها ونقلها ، أو انتهاج سياسات معينة تؤدي إلى ذلك ، كالقيام بمبادلات تجارية مع البلاد القريبة ، ولو بأموال زائدة على المتعارف ، واشتراط عدم بيعها شيئاً من ذلك لذلك العدو المحارب ، ونحو ذلك . . وَامْنَعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ : الضمير في الحصون : إن كان راجعاً للميرة ، التي يحتاجون إليها ، فهو