بالأمن في أية لحظة . . والقذوف جمع قذف . وهو دليل على أن التعدد ومواصلة القذف والرمي . . كما أن النوع مطلوب ، وقد يشير إلى ذلك أنه « عليه السلام » لم يشر إلى المرمي ، فقد يكون حجراً ، وقد يكون ناراً ، أو أي شيء آخر من وسائل التدمير والتخريب . . وَافْرَعْهَا بِالْمُحُولِ : أي لتكن الضربات على فرعها ، أي ساقطة عليها من فوق . أي إضربها من أعلى بأنواع الجدب والقحط ، بحيث يشمل أنواعاً متعددة . . وقد جاءت كلمة المحول بصيغة الجمع ليشمل كل شيء يطلب الخصب والزيادة فيه . . فإذا أصابه المحل ، والانقطاع ، وكان ذلك شاملاً لمختلف الجهات الحيوية والأساسية لحياتهم ، فإنه سيعيق خططهم العدوانية ، وسيقصر من خطواتهم باتجاه التعديات على بلاد المسلمين ، وسيدعوهم إلى الإقتصاد في نفقات الحرب ، والانكماش والتقوقع في داخل بلادهم . . ولعل اختيار كلمة « افرعها » بدل اضربها ، ليفيد أن المحول تكون هي المهيمنة على البلاد ، ولا سبيل للهروب منها ، ولا منعها من إصابتهم بحدة وبشدة . . وَاجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ وَأَبْعَدِهَا عَنْهُمْ : فإذا رميت بلادهم بالخسوف ، وألحَّت عليها القذوف ، وفُرِعت بالمحول . وكانت مياههم قد مزجت بالوباء ، وأطعمتهم بالأدواء ، فمن الطبيعي أن لا يتهيأ لهم أي طعام أو ماء ، أو عدة أو عتاد من أرضهم ، بل