وَارْمِ بِلادَهُمْ بِالْخُسُوفِ : ثم إن عدم استقرار الأرض تحت الأقدام ، والخوف من انخسافها ، يعد من أقوى أسباب الهزيمة النفسية ، وفقدان ثقة الإنسان بنفسه ، وبما يخطط له ، ويعدّه . . لا سيما وأن الأرض رمز الثبات والاستقرار ، وهي تمثل الصلابة ، والقوة ، فكيف ستكون الحال إذا أصبحت هي سبب الخوف والرعب ، والتضعضع ، والاختلال ؟ ! حيث ينشغل الإنسان بنفسه ، ليتمكن من حفظ الاستقرار والثبات لها ، وتتوزع اهتماماته ، وتتضاعف مشكلاته . . ويلاحظ : التعبير بكلمة « ارم » الظاهرة في السرعة ، ولم يقل : اخسف ، التي لا تدل على ذلك ، كما أن التعبير بكلمة « الخسوف » صريحة بطلب التعدد والكثرة ، ولم يقل : اخسف بهم . لأنه إن أمكن النجاة من خسف ، فلا نجاة لهم من سائر الخسوف التي تلم بهم . كما أن كلمة « بلادهم » جاءت بصيغة الجمع ، الظاهر في أن المطلوب هو شمول الخسف لجميعها . . وَأَلِحَّ عَلَيْهَا بِالْقُذُوفِ : وقد طلب « عليه السلام » مواصلة استهداف بلاد العدو بالقذوف والنوازل بإلحاح ، وكان الناس في السابق يستفيدون من المجانيق الضخمة لإسقاط الصخور والنيران ، ومن المقاليع لقذف الحجارة على مكان تواجد الأعداء ، وعلى بلادهم . . فالمطلوب هو استمرار رمي الله لهم بالبلايا والنوازل ، كما أن المطلوب هو المواظبة على قذف أماكن تواجدهم بأنواع القذائف ، فلا يشعرون