responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياسة الحرب في دعاء أهل الثغور نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 104


بأنه موضع عناية ورعاية الله تبارك وتعالى ، وأنه هو الذي يمده بالقوة وبالعون ، وربما يمده بالملائكة . فإن حدث ما يتجلى فيه اللطف الإلهي ، فلا بأس بالتنويه به ، ولا ضير في الحديث عنه ونشره .
والمردف : هو الذي يجعل غيره رديفاً لنفسه ، أو من يجعل نفسه رديفاً لغيره .
حَتَّى يَكْشِفُوهُمْ إِلَى مُنْقَطَعِ التُّرَابِ :
أي حتى يدفعوهم إلى منتهى العمارة من الأرض ، حيث لا تقع العين بعده على تراب ، فإن منقطع التراب هو حيث ينتهي إليه طرفه ، وكشفهم أي رفعهم عما يغطونه بسلطتهم وهيمنتهم . وهو عبارة أخرى عن هزيمة العدو ، وتخلّيه عن مواقعه . .
وهذا يساوق القضاء التام على جميع قدراته ، وإخضاعه . إذ لا مجال للاكتفاء بتبادل الضربات ، لأن ذلك كما يستنزف قدرات العدو ، فإنه يستنزف قدرات أهل الإيمان أيضاً . .
ويتجلى هذا الإسقاط لقدرات العدو ، وإخضاعه ، حين يحصر العدو في مواضع لا قدرة له على تدبير أموره فيها ، فضلاً عن أن يتفرغ لمواجهة غيره . . فإنه إذا انقطع التراب ، أصبح العيش متعسراً عليه ، إن لم يكن متعذراً ، ولم يعد يمكنه الإعداد للحرب بصورة صحيحة ومرضية ، ولا التفكير فيها ، بل ينشغل بنفسه ، وهذا يدعوه إلى التخلي عن المنابذة والعودة إلى البخوع والخضوع . .
وهذا هو التجسيد العملي لمبدأ مصادرة قدرة العدو على التفكير في الحرب فضلاً عن مباشرته لها ، أو اتخاذه قرار الدخول فيها .

104

نام کتاب : سياسة الحرب في دعاء أهل الثغور نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست