أية جهة تحتاج إلى النجدة ، أو تسديد ضربات في مواقع مختلفة من شأنها أن تجبر العدو على الإنكفاء إلى مواقعه ، والكف عن التعرض لمن بإزائه من المرابطين من أهل الإسلام . وقد عبّر « عليه السلام » بكلمة « ناحية » ، ليفيد : أن إعداد الناس للحرب وممارستهم لها يجب أن تكون شاملة لجميع النواحي ، فلا يقتصر التدريب على نخبة منهم ، فالكل حَمَلة سلاح ، والكل قادرون على القيام بالمهمات التي توكل إليهم . . وفي جميع الأحوال نقول : إن الإمام « عليه السلام » يشير إلى أن بالإمكان الجمع بين الدفاع المتحرك ، المتمثل بالعمل على احتواء هجوم العدو واستدراجه - من خلال استخدام مرنٍ للقوات - للقتال في المواضع المناسبة لأهل الإيمان . . وإنما قال « عليه السلام » : اغز بهم ، ولم يقل : أَغْزِهِمْ ، أو أرسلهم للغزو ، ربما لكي يكون هو معهم ، يحفظهم ، ويرعاهم ، ويكلؤهم . . ولو قال : ابعثهم للغزو ، لأفاد الانقطاع عنهم ، كما يقال : أذهبه ، وذهب به . فمعنى أذهبه : جعله ذاهباً . ومعنى ذهب به : استصحبه ومضى به . وَأَمْدِدْهُمْ بِمَلائِكَةٍ مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ : والإمداد المتواصل بالمقاتلين ضرورة لحفظ روحيات المرابطين والمجاهدين ، وطمأنينتهم إلى وجود الناصر ، وأنهم ليسوا وحدهم ، بل هناك من يفكر بهم . . ( فإن الإمداد هو إعطاء الشيء حالاً بعد حال ) . كما أن من الضروري أن يشعر الجيش المؤمن بالله ، المجاهد في سبيله