وقديماً قيل : " أعرف الحق تعرف أهله " [1] . والمقياس في العصمة هو عدم الافتراق عن القرآن ، فلنمسّك بأيدينا هذا المقياس ، ونسبر به الواقع السلوكي لجميع من تسمّوا بالأئمة لدى فرق الشيعة ، ونختار أجدرهم بالانطباق عليه لنتمسّك بإمامته . وأظن أنّ الأنسب والأبعد عن الادعاء أن نهمل كتب الشيعة على اختلافها ، وننزع إلى كتب إخواننا من أهل السنة ونجعلها الحكم في تطبيق هذا المقياس عليهم ، فإنّها أقرب إلى الموضوعية عادة من كتب قد يقال في حق أصحابها أنّ كل طائفة تريد التزيّد لأئمتها بالخصوص . ولنا من ابن طولون مؤرخ دمشق في كتابه الأئمة الاثنا عشر ، وابن حجر في صواعقه ، والشيخ سليمان البلخي ، وغيرهم ، رادة لأمثال هذه البحوث . ولنترك قراءة تراجمهم جميعاً للأخ أبي زهرة ، ليرى أيّهم أكثر انسجاماً في واقعه مع المقياس الذي استفدناه من حديث الثقلين ؟ ! يقول أحمد - وهو يعلّق على حديث الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام )
[1] ذكر الغزالي في المنقذ من الضلال ما هذا لفظه : والعاقل يقتدي بسيّد العقلاء علي ( عليه السلام ) حيث قال : " لا يعرف الحق بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله " . راجع : بحار الأنوار 40 / 125 .