حين مرّ بنيسابور - : لو قرأتُ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جِنَّته [1] .
[1] الصواعق المحرقة 2 / 595 . وفي الحلية لأبي نعيم 3 / 192 : كان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد قال : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق . والحديث كما رواه أبو نعيم في الحلية 3 / 192 ، وابن عساكر في تاريخه كما في التهذيب 2 / 82 ، والزبيدي في الاتحاف 3 / 146 ، والشجري في الأمالي 1 / 41 ، وابن حجر الهيتمي في الصواعق 2 / 594 - 595 ، واللفظ للأخير . ولمّا دخل [ الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ] نيسابور - كما في تاريخها - وشق سوقها ، وعليه مظلة لا يرى من ورائها ، تعرّض له الحافظان أبو زُرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي ، ومعهما من طلبة العلم والحديث ما لا يحصى ، فتضرّعا إليه أن يريهم وجهه ويروي لهم حديثاً عن آبائه ، فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكف المظلة ، وأقرّ عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة ، فكانت له ذؤابتان مدليتان على عاتقه ، والناس بين صارخ وباك ومتمرّغ في التراب ومقبّل لحافر بغلته ، فصاحت العلماء : معاشر الناس أنصتوا ، فأنصتوا ، واستملى منه الحافظان المذكوران ، فقال : " حدثني أبي موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمد الباقر ، عن أبيه زين العابدين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم قال : حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال حدّثني جبرئيل ، قال : سمعت ربّ العزّة يقول : لا إله إلاّ اللّه حصني ، فمن قالها دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي " . ثم أرخى الستر وسار . فعُدّ أهل المحابر والدوى الذين يكتبون ، فأنافوا على عشرين ألفاً .