وعلى هذا ، فقد وجد من الاثني عشر الخلفاء الأربعة والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز وهؤلاء ثمانية ، ويحتمل أن يضم إليهم المهدي من العباسيين ، لأنّه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني أمية ، وكذلك الظاهر ، لما أُوتيه من العدل ، وبقي الاثنان المنتظران أحدهما : المهدي لأنه من أهل بيت محمد [1] . ولم يبيّن المنتظر الثاني ، ورحم الله من قال في السيوطي : إنّه حاطب ليل [2] . وما يقال عن السيوطي يقال عن ابن روزبهان في ردّه على العلاّمة الحلي وهو يحاول توجيه هذه الأحاديث . والحقيقة أنّ هذه الأحاديث لا تقبل توجيهاً إلاّ على مذهب الإمامية في أئمتهم ، واعتبارها من دلائل النبوة في صدقها عن الإخبار بالمغيبات أولى من محاولة إثارة الشكوك حولها ، كما صنعه بعض الباحثين المحدثين ، متخطياً في ذلك جميع الاعتبارات العلمية ، وبخاصة بعد أن ثبت صدقها بانطباقها على الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) . على أنّا في غنى من هذه الروايات وغيرها بحديث الثقلين نفسه ، فهو الذي ترك بأيدينا مقياساً لتشخيص العصمة في أصحابها ،
[1] تاريخ الخلفاء : 12 . [2] أضواء على السنة المحمدية : 212 .