البعض الآخر ، ومع احتمال التعدّد في الكلام لا مجال للتمسّك بها بحال . ووقوع هذه الآية أو هذا القسم منها ضمن ما نزل في زوجات النبي لا يدلّ على وحدة الكلام ، لما نعرف من أنّ نظم القرآن لم يجر على أساس من التسلسل الزمني ، فربّ آية مكية وضعت بين آيات مدنية وبالعكس ، فضلا عن إثبات أنّ الآيات المتسلسلة كان نزولها دفعة واحدة . ومع تولّد هذا الاحتمال لا يبقى مجال للتمسّك بوحدة السياق ، وأي سياق يصلح للقرينية مع احتمال التعدّد في أطرافه وتباعد ما بينها في النزول ؟ على أنّ تذكير الضمير في آية التطهير وتأنيث بقية الضمائر في الآيات السابقة عليها واللاحقة لها يقرّب ما قلناه ، إذ أنّ وحدة السياق تقتضي اتحاداً في نوع الضمائر ، ومقتضى التسلسل الطبيعي أن تكون الآية هكذا إنّما يريد الله ليذهب عنكن الرجس أهل البيت ، لا عنكم . والظاهر من روايات أم سلمة - وهي التي نزلت في بيتها هذه الآية - أنها نزلت منفردة ، كما توحي به مختلف الأجواء التي رسمتها رواياتها ، لما أحاط بها من جمع أهل البيت وإدخالهم في الكساء ومنعها من مشاركتهم في الدخول إلى ما هنالك .