1 - هاتها بيّنة من كلام الله ورسوله تشهد لكم بوجوب اتباع الأئمة من أهل البيت دون غيرهم ، ودعنا في هذا المقام من كلام غير الله ورسوله . 2 - فإن كلام أئمتكم لا يصلح لئن يكون حجة على خصومهم ، والاحتجاج به في هذه المسألة دوري ، كما تعلمون [1] . وربما قرب الدور بدعوى أنّ حجّية أقوال أهل البيت ( عليهم السلام ) موقوفة على إثبات كونها من السنة ، وإثبات كونها من السنة موقوف على حجية أقوالهم ، ومع إسقاط المتكرر ينتج أنّ إثبات كونها من السنة موقوف على إثبات كونها من السنة ، ونظير هذا الدور ما سبق [2] أن
[1] المراجعات : 26 ، المراجعة 7 . ويحسن لكلّ مسلم أن يطلع على هذه المراجعات ، فإنّ فيها من أدب المناظرة وعمق البحث ما يقلّ نظيره في هذا المجال . [2] قال المؤلّف قدّس اللّه سرّه في كتابه الأصول العامة في الفقه المقارن : 127 - 128 : " 3 - دلالة السنّة على حجّية نفسها : وقد استدل بها غير واحد من الأصوليين . يقول الأستاذ سلام : كما دلّ على حجّيتها ومنزلتها من الكتاب قوله ( صلى الله عليه وسلم ) في حجّة الوداع : تركت فيكم أمرين لن تضلّوا بعدها أبداً كتاب اللّه وسنة نبيّه ، واقراره لمعاذ بن جبل لمّا قال : أقضي بكتاب اللّه فإن لم أجد فبسنّة رسوله [ المدخل للفقه الإسلامي : 225 ] . ويقول الأستاذ عمر عبد اللّه وهو يعدّد أدلّته على حجّية السنة : ثانياً : إنّ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اعتبر السنّة دليلا من الأدلّة الشرعية ومصدراً من مصادر التشريع ، كما دلّ على ذلك حديث معاذ بن جبل حينما بعثه الرسول إلى اليمن [ سلم الوصول : 261 ] . وهذا النوع من الاستدلال لا يخلو من غرابة ، لوضوح لزوم الدور فيه ، لأنّ حجّية هذه الأدلة موقوفة على كونها من السنة ، وكون السنة حجة ، فلو توقف ثبوت حجّية السنّة عليها لزم الدور .