وأموالهم دولاً كما سنرى . . نعم لقد أشار أمير المؤمنين إلى هذه الحقيقة ، وهو يتحدث عن هذه الفتوحات ؛ فقال : « فتأكد عند الناس نباهة قوم ، وخمول آخرين ، فكنا نحن ممن خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته ، حتى أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت السنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير ممن يعرف ، ونشأ كثير ممن لا يعرف » [1] . ويكفي أن نشير هنا : إلى مكانة وموقع الإمامين الحسن والحسين « عليهما السلام » في الأمة ، هي من الأمور الواضحة ، التي لا يكاد يجهلها أحد ، وكانت الأمة قد سمعت ورأت الكثير من أقوال ومواقف النبيّ « صلى الله عليه وآله » تجاههما . . ورغم أنهما قد عاشا بعد النبيّ الأكرم « صلى الله عليه وآله » حوالي أربعين إلى خمسين سنة أو أكثر ، فإننا لا نجد فيما بأيدينا من نصوص إلاّ ما ندر وشذ : أنهما قد سئلا ، أو نقل عنهما شيء من أمور الفقه ، والمعارف الإسلامية . . رغم أنهما كانا يعيشان مع الناس ، ويتعاملان معهم ، وكانت الأمة تعرف موقعهما ومكانتهما وحقهما . هذا مع أن الجهل بالإسلام وبتعاليمه قد بلغ حداً جعل أمير المؤمنين « عليه السلام » يعتبر : أنه لم يبق من الإسلام إلاّ اسمه ، ومن الدين إلا رسمه . كما أن البعض قد أوضح أنه لم يبق من الدين إلاّ الأذان بالصلاة ، إلى