غير ذلك من نصوص ذكرنا شطراً منها في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ « صلى الله عليه وآله » - في تمهيد الكتاب - . وخلاصة الأمر : إن سياسة الحكام وقريش بالذات كانت هي إبعاد أهل البيت « عليهم السلام » والاخبار من صحابة النبيّ « صلى الله عليه وآله » عن الساحة ، وايجاد بدائل عنهم في مختلف المجالات . وقد كانت مصلحة الإسلام تقضي بمقاومة هذه السياسة وإفشالها ، ولا أقل من ابقاء صوت أهل البيت ، والخلَّص من رجالات الإسلام ، الذي هو صوت الدين والحق والخير ، بحيث يسمعه الناس البسطاء ، الذين يسعدهم أن يسمعوا شيئاً عن نبيهم ، ويعرفوا ما جاء به ، إذ لماذا يسمعون فقط من صنائع الحكم ومن أصحاب الأهواء والمآرب السياسية وغيرها ، من أمثال سمرة بن جندب ، وعمرو بن العاص ، وكعب الأحبار ، وابن سلام ، وأبي هريرة ، والوليد بن عقبة وغيرهم ؟ ! نعم . . لماذا يسمعون فقط من هؤلاء ويتركز في أذهانهم مفهوم خاطئ ، وهو أن هؤلاء يمثلون النموذج الحي لتربية الإسلام وهم المصدر لمعارفه وتعاليمه ؟ ! ولماذا لا يتعرفون على عمار بن ياسر ، وعلى سلمان ، وغيرهما من أخيار الصحابة ، وأبرار الأمة وعلماء الإسلام الحقيقيين ؟ ! وليرجع الناس إلى فطرتهم ، وإلى عقولهم ، فإنهم لسوف يكونون قادرين - ولو بعد حين - على التمييز ، والتعرف ، ثم اختيار العلماء الحقيقيين ، والأخيار ، والابتعاد عن المزيفين ، أصحاب الأهواء ، ووعاظ السلاطين ، الذين هم صنائع الحكم