وإذا كانت سياسة الحكم والحكومات ، قد كانت تتجه إلى إيجاد بدائل لأهل البيت ، ولصحابتهم الأخيار ، الذين كانوا علماء الأمة ، وأكابر أصحاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، والذين كان لأقوال النبيّ « صلى الله عليه وآله » فيهم ، وفي بيان فضلهم ، وعلمهم ، وتقواهم ، أثر كبير في توجيه الناس نحو الأخذ والاستفادة منهم ، واتخاذهم قدوة وأسوة ، فان السلطة ، والقرشيين بالذات ، قد عملت على أن ينسى الناس أهل البيت ، وكل الأخيار ، من أصحابهم ، وأصحاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . ليحل محلهم آخرون ، ينسجمون مع طروحات الحكم وطموحاته . . فكان أن مجدوا هؤلاء البدائل وعظموهم وأطروهم ، بما لا مزيد عليه ، حتى ليخيل للناظر : أن هؤلاء ، وهؤلاء فقط ، هم شخصيات الإسلام ، ورجالاته ، وعظماء الأمة وروادها . مهما كانوا - في واقع الأمر - منحرفين عن الإسلام وجاهلين بأحكامه ، وبعيدين عن مفاهيمه وتعاليمه . . حتى لقد نسي الناس أهل البيت ، وخبت نارهم ، وانقطع صوتهم وصيتهم ، وقد أشار أمير المؤمنين « عليه السلام » إلى هذه الحقيقة ، وهو يتحدث عن الفتوحات ، التي لولا مشاركة الأخيار من الصحابة فيها ، لكانت وبالاً على الدين ، وشراً على المسلمين . ولكن مشاركة هؤلاء قد هيأت الفرصة لتعرف الكثيرين من غير العرب على تعاليم الإسلام ، بل لم تمض بضعة عقود من الزمن حتى أصبح علماء وفقهاء الإسلام ، ومفكروه من نفس هؤلاء الذين كان الحكم يريد أن يستعبدهم ، ويتخذهم خولاً