والمفاهيم الإسلامية ، والأساسية ، وحيث كان لا بد من تأصيل الأصول ، ونشأة العقائد وتكونها ، الأمر الذي يستدعي طرح وتركيز العقائد الصحيحة ، ورعايتها ، والحفاظ عليها ، وطرد كل ما هو دخيل ، وغريب . . فان أي انحراف ، أو تساهل ، لسوف يترك أثره على أصل الإسلام وأساسه ، ومفاهيمه ومبانيه ، ولسوف لا يختص ذلك بجيل دون جيل ، ولابامة دون أخرى ، بل ستبقى تلك الآثار على مر الدهور ، وفي جميع العصور . وذلك يؤكد ضرورة وجود شخصية قوية وفاعلة ، واضحة الاتجاه ، سليمة الخط ، لا تذوب في الآخرين ، ولا تنفذ إرادات الحكم بصورة عمياء ، بل تزن كل شيء بميزان الحق والشرع ، وعلى أساس ذلك يكون الرفض أو القبول . . ثم يسجل التاريخ ذلك ، إلى أن يأتي اليوم الذي تعي فيه الأمة أحداث الماضي ، وتصبح قادرة على وضع الأمور في نصابها ، وتجد الدوافع ، وتتهيأ الظروف للتعرف على الإسلام الحقيقي ، ولو بصورة تدريجية ، كما حصل ذلك ، ولا يزال يحصل بالفعل . . د : ولا يتأتى القيام بهذه المهمة ، إلاّ بشيء من المرونة والايجابية ، ضمن حدود ، وبالمقدار الذي لا تضيع معه معالم الخط السياسي الأصيل ، ولا تذوب فيه هذه الفئة الصالحة ، ولا تستهلك أفكارها ورؤيتها في خضم التيار ، وإنما تطرح نفسها ، وأفكارها ، وطروحاتها الواقعية ، التي تختزل التيار ، وتحتويه ؛ ليكون تياراً واعياً ومسؤولاً ، ولو على المدى البعيد ، بعد حين . .