ومصحف ، وكان يصلي فيه - أو قال : كان يقيل فيه . . » [1] . فلماذا السيف والمصحف ، دون سواهما ، يا ترى ؟ ماذا نستوحي من ذلك ؟ وكيف نستفيد العبرة منه ؟ ! سؤال لا بد وان يراود أذهان الكثيرين ! ! وتتشوف نفوسهم إلى معرفة الجواب عنه ، بصور مقنعة ، ومقبولة . ولسوف نحاول هنا معالجة الإجابة عنه ، رغم اقتناعنا بأن توفيته حقه ، تتطلب فرصة أوفر ، وتوفراً أتم . . ولكننا سوف نكتفي هنا بإشارة خاطفة ومحدودة ، تصلح لان تكون مدخلاً مناسباً للإجابة التامة والمقبولة ، فنقول : إن الله سبحانه ، حينما أوجد هذا الكائن ، قد أراد له أن يكون إنساناً بالدرجة الأولى ، ثم هو أراد له أن يكون حرّاً . . فكل ما يتنافى مع هذه الإنسانية ، ومع تلك الحرية ، ويحدّ من فاعليتها ، يكون مناقضاً لفطرة الإنسان وغير منسجم معها ، ولا متوافق مع ما يريده الله سبحانه لهذا الإنسان . . ( والبحث عن هذه الحرية ، وحقيقتها ، وحدودها ، وضوابطها بنظر الإسلام ، دقيق ، وعميق ، وهام ، ولكن ليس محله هنا ؛ فلا بدّ من إحالة ذلك
[1] المحاسن للبرقي 612 والبحار ج 73 ص 161 والوسائل ج 3 ص 555 .