وعلى الصعيد الايجابي فإننا نجد تعاطف غير العرب ، مع أولئك الذين وجدوا فيهم التجسيد الحي لتعاليم الإسلام ، وهم علي وأهل بيته « عليهم السلام » ، وشيعته الأبرار ؛ فقد كان من الطبيعي : أن تشدّهم إليهم أواصر المحبة ، وأن ينظروا إليهم بعين الاكبار ، والاجلال ، والتقدير الفائق ، وأن يجدوا فيهم الملجأ والملاذ لهم ، في جميع ما ينوبهم . . ويكفي أن نذكر هنا : 1 - أن الموالي كانوا هم أنصار المختار ، في حركته التي كانت ترفع شعار الأخذ بثارات الحسين « عليه السلام » ، وكان ذلك - على ما يبدوا - هو السبب في تخاذل العرب عنه [1] . 2 - وكان لعثمان عبد ، فاستشفع بعلي أن يكاتبه عثمان ، فشفع له ، فكاتبه [2] . 3 - وقال السيد أمير علي : « وقد أظهر الإمام علي منذ بداية الدعوة الإسلامية كل تقدير ومودة نحو الفرس ، الذين اعتنقوا الإسلام . لقد كان سلمان الفارسي - وهو أحد مشاهير أصحاب الرسول - رفيق علي وصديقه . كان من عادة الإمام أن يخصص نصيبه النقدي في الأنفال لافتداء الأسرى . وكثيراً ما أقنع الخليفة عمر بمشورته ، فعمد إلى تخفيف عبء الرعية في
[1] الخوارج والشيعة 227 و 228 . [2] ربيع الأبرار ج 3 ص 22 .