فارس . وهكذا . . كان ولاء الفرس لأحفاده واضحاً تمام الوضوح » [1] . 4 - ويرى فان فلوتن : ان من أسباب ميل الخراسانيين ، وغيرهم من الإيرانيين إلى العلويين ، هو أنهم لم يعاملوا معاملة حسنة ، ولا رأوا عدلاً ، إلا في زمن حكم الإمام علي « عليه السلام » [2] . 5 - وأخيراً . . فقد رأينا السودان - وهو ليسوا من العرب - يثورون ضد ابن الزبير ، انتصاراً لابن الحنفية . وكان فيهم غلام لابن عمر اسمه ، رباح ، فلما كلمه ابن عمر ، متعجباً ومستفهماً عن سبب خروجه مع الثائرين ، قال : « والله ، إنا خرجنا لنردكم عن باطلكم إلى حقنا . . » [3] . هذا كله . . عدا عن أن هذه السياسة الإسلامية الخالصة ، قد أسهمت في حفظ أصول الإسلام ، وفي وعي تعاليمه ، وترسيخ قواعده على المدى البعيد . . ثم في تعريف الناس على أولئك الذين يحملون همّ الإسلام للإسلام ، لا لأجل مصالحهم الخاصة ، ولا لتحقيق مآربهم في التسلط والهيمنة على الآخرين ، واستغلالهم . . فهم يعيشون الإسلام قضيةً ، وفكراً وطريقة ، ومنطلقاً ، وهدفاً . ويجسدونه رسالةً إلهية ، وانسانية ، تنبض بالحياة ، وتزخر بالمعاني السامية ، والغنية في مضامينها كما هي غنية في عطائها ، وروافدها .
[1] روح الإسلام ص 306 . [2] السيادة العربية والشيعة والإسرائيليات . [3] أنساب الأشراف ( بتحقيق المحمودي ) ج 3 ص 295 .