وقد قال له عمار ، وأبو الهيثم ، وأبو أيوب ، وسهل بن حنيف ، وجماعة : « إنهم قد نقضوا عهدك ، وأخلفوا وعدك ، ودعونا في السر إلى رفضك . هداك الله لرشدك ، وذلك لأنهم كرهوا الأسوة ، وفقدوا الإثرة ، ولما آسيت بينهم وبين الأعاجم أنكروا إلخ . . » [1] . وكتب ابن عباس إلى الإمام الحسن « عليه السلام » يقول له : « . . وقد علمت أن أباك عليّاً ، إنما رغب الناس عنه ، وصاروا إلى معاوية ؛ لأنه واسى بينهم في الفيء ، وسوى بينهم في العطاء إلخ . . » [2] . بل لقد كان للعرب ، كل العرب موقف سلبي من علي « عليه السلام » ، قد عبر عنه هو نفسه ، حينما كتب لأخيه عقيل : « ألا وان العرب قد أجمعت على حرب أخيك ، اجماعها على حرب رسول الله « صلى الله عليه وآله » قبل اليوم ؛ فأصبحوا قد جهلوا حقه ، وجحدوا فضله ، وبادروه العداوة ، ونصبوا له الحرب ، وجهدوا عليه كل الجهد ، وجروا إليه جيش الأحزاب إلخ » [3] .
[1] شرح النهج للمعتزلي الحنفي ج 7 ص 37 عن الإسكافي ، وبهج الصباغة ج 12 ص 200 . [2] الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 149 وشرح النهج للمعتزلي الحنفي ج 16 ص 23 وعن جمهرة رسائل العرب ج 2 ص 1 وراجع : حياة الإمام الحسن بن علي للقرشي ج 2 ص 26 . . [3] شرح النهج للمعتزلي الحنفي ج 2 ص 119 والغارات ج 2 ص 431 والبحار ج 8 ط قديم ص 621 والدرجات الرفيعة ص 156 ونهج السعادة ج 5 ص 302 . .