كما أن نجدة بن عامر الحروري : قد تخلى عن فكرة مهاجمة المدينة ، لما أن « أخبر بلبس عبد الله بن عمر بن الخطاب السلاح ؛ تأهباً لقتاله مع أهل المدينة ، ذلك أن نجدة ، وسائر الخوارج ، كانوا يوقرون أباه عمر بن الخطاب توقيراً شديداً . وقد اختاره نجدة للإجابة على مسائله ، فكتب إليه نجدة يسأله عن أشياء في الفقه لكنها كانت أسئلة عويصة ؛ فترك الإجابة عنها إلى ابن عباس » [1] . ويذكرون أيضاً : ان ابن عباس ، قد أشار علي أمير المؤمنين « عليه السلام » بابقاء معاوية على الشام ، واحتج لذلك بقوله : « فان عمر بن الخطاب ولاه الشام في خلافته » [2] . وحينما عاتب أمير المؤمنين « عليه السلام » الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، في أمر تولي معاوية للشام ، قال له عثمان : « أنكرت علي استعمال معاوية ، وأنت تعلم : أن معاوية كان أطوع لعمر بن يرفأ غلامه ؟ إن عمر كان إذا استعمل عاملاً وطأ على صماخه إلخ . . » [3] . وفي نص آخر : ان عثمان قال له : « ألم يولّ عمر المغيرة بن شعبة ، وليس هناك ؟
[1] الخوارج والشيعة ص 71 . [2] الفصول المهمة لابن الصباغ ص 49 . [3] شرح النهج للمعتزلي الحنفي ج 9 ص 24 .