ولا أم . وإنما هي اللسان ؛ فمن تكلم بالعربية ؛ فهو عربي » [1] . فلعله يمكن أن يستفاد من جواب النبيّ « صلى الله عليه وآله » هذا : أن هؤلاء لأنهم كانوا يتكلمون بالعربية ، فهم عرب إذن ، فلا يصح لقيس بن مطاطية أن يفتخر عليهم بعروبته ، فالنبيّ « صلى الله عليه وآله » يريد أن يفند دعوى أفضلية العرب عليهم ، عن طريق ادخالهم في جملة العرب ، لأنهم يحسنون التكلم بلغتهم . وهذا . . ما لعله قد أشير إليه بقوله « صلى الله عليه وآله » : فمن تكلم بالعربية فهو عربي . مستفيداً من فاء التفريع ، التي يمكن دعوى ظهورها في ذلك . 3 - وكيف يمكن أن نتصور إنساناً - كسلمان - في فهمه وعلمه ، ودقة ملاحظته ، يعيش في المجتمع العربي عشرات السنين ، فلا يتعلم لغته ، حتى كان لا يفهم كلامه شدة عجمته ؟ ! إن ذلك لعجيب ، وعجيب حقاً . . فهل ذلك من شدة الفهم ، أو من شدة البلادة ؟ ! ! 4 - وتقدم : أيضاً : أن النبيّ « صلى الله عليه وآله » حين حفر الخندق قد دعا الله سبحانه : أن يطلق لسان سلمان ، ولو ببيت من الشعر ، فأطلق الله لسانه بثلاثة أبيات .
[1] تهذيب تاريخ دمشق ج 6 ص 200 وحياة الصحابة ج 2 ص 253 ، عن كنز العمال ج 7 ص 46 ، المنار ج 11 ص 258 - 259 واقتضاء الصراط المستقيم ص 169 عن السلفي .