5 - وفي حديث إسلامه رضوان الله عليه ، نجد نصاً يقول في ضمن حديث : إن جبرئيل تفل في فيه ، فجعل سلمان يتكلم بالعربية الفصيح [1] . 6 - وبعد . . فان لسلمان - كما قال ابن قتيبة - رسائل ، وخطباً ، وكلمات نقلها المؤرخون ، والمحدثون عنه تعتبر في غاية الفصاحة والبلاغة [2] . وهي وحدها كافية في ردّ مدعى أبي عثمان وغيره . هذا . . وأما ما نجده في رواية أخرى ، رواها المحاملي ، عن أبي سليمان ، قال : لما ورد علينا سلمان الفارسي المدائن ، أتيناه نستقريه ، يعني : نقرأ عليه . فقال : إن القرآن عربي ؛ فاستقروه رجلاً عربياً . فكان يقرينا زيد ، ويأخذ عليه سلمان ، فإذا أخطأ ردّ عليه [3] . إن هذه الرواية ، لا تضر ، فان فصاحة سلمان ، لا يلزم منها أن تكون لهجته سليمة في الغاية ، فلعل شيئاً من اللهجة الفارسية ، كان لا يزال فيها . ولم يكن يحب أن يتأثروا حتى ولو بهذا المقدار ، كما أن استقراءهم إياه يدل دلالة واضحة ، على أنّهم يرونه أهلاً لذلك ، ولا يرون فيه عجمة إلى حد تمنع من ذلك .
[1] الدرجات الرفيعة ص 205 عن شواهد النبوة ، ونفس الرحمان ص 15 . [2] راجع : نفس الرحمان ، والاحتجاج ج 1 والبحار ، وتهذيب تاريخ دمشق ، وقاموس الرجال وغير ذلك من المصادر . [3] تهذيب تاريخ دمشق ج 6 ص 15 وعن المصنف لابن أبي شيبة ج 10 ص 460 وج 12 ص 192 .