هو فهم سلمان للصحابي ، ونظرته إليه ؛ فهو يرى فرقاً واضحاً بين من يرى النبيّ « صلى الله عليه وآله » ويجالسه ، وبين صاحب النبيّ « صلى الله عليه وآله » وأنيسه ، فقد يراه ويجالسه ، حتى الكافر والمنافق ، فضلاً عن من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً . . ولكن صاحبه الذي يأنس به ، ويرتاح إليه ، هو خصوص ذلك الذي تؤهله اعماله الصالحة لذلك ، في الدنيا والآخرة على حد سواء . . وهذا لا ينسجم مع ما هو شائع ومعروف لدى البعض ، من أن الصحابي هو كل من رأى النبيّ مميزاً مسلماً ، حتى أنه لو ارتد لذهبت صحابيته ، فان عاد عادت ، كما يذكرونه عن طليحة بن خويلد . . مهمّات كبيرة : وبعد . . فان التاريخ قد ذكر لنا أشياء كثيرة ، تشير إلى أن سلمان الفارسي قد كانت له نشاطات ، واعمال على جانب كبير من الأهمية . . فعدا عن أنه قد كان له موقف معارض في مسألة السقيفة ، التي أنتجت عدم وصول الخلافة إلى صاحبها الشرعي أمير المؤمنين علي « عليه السلام » ، رغم تأكيدات الرسول « صلى الله عليه وآله » على أن علياً هو وليّ الأمر بعده . . فإنه - أعني سلمان - قد تولى على المدائن من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بالذات ، واستمر والياً عليها سنوات كثيرة وإلى أن توفي « رحمه الله » .