لك [1] . فبنو ليث إذن . . يرفضون تزويج سلمان ، ويفضلون أبا الدرداء عليه . ويبدو أن منشأ رفضهم ، هو نفس المنشأ الذي تسبب بالمشقة والهمّ لعمر ، حينما خطب إليه سلمان ابنته ، وهو نفس الذي حمل عمرو بن العاص ، وجماعة ، على التدخل لإقناع سلمان بالعدول عن خطبتها ، حسبما تقدم . . وفِعل سلمان هذا ، لا يدع مجالاً للشك في أنه ، كان يرى : أن من حقه ، ومن حق غيره : أن يتزوج بغير العربية ، وبالعربية ، وحتى بالقرشية ، بل وحتى بانبة خليفة المسلمين بالذات ، ثم هو يعتبر : أن رفض الخليفة لهذا الأمر ناشئ عن حمية الجاهلية ، التي رفضها القرآن ، وأدانها ، وأنّب عليها . . لا نؤمكم . . ولا ننكح نساءكم : وعليه . . فما ينسب إلى سلمان ، من أنه طلب إليه : أن يصلي إماماً بجماعة من الصحابة ، كانوا وإيّاه في سفر ، فقال : « لا نؤمكم ، ولا ننكح نساءكم ، إن الله هدانا بكم » . ثم تذكر الرواية : كيف أن الذي صلى بهم ، قد أتمّ الصلاة ، مع أن
[1] صفة الصفوة ج 1 ص 537 وحلية الأولياء ج 1 ص 200 ومجمع الزوائد ج 4 ص 275 عن الطبراني ، ورجاله ثقات . وحياة الصحابة ج 2 ص 754 ، ونفس الرحمان ص 141 عن ربيع الأُبرار .