نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 465
شاهدة على المعنى المقصود هنا . وأما قوله عز وجل : " ليس له بيت . . . " ، و " لا له شئ . . . " ، و " لا له ولد . " ، فلا يخفى أنه لا يصح الجمود على ظاهره ، بأن يقال : إن الزاهد هو الذي لا يتخذ في حياته بيتا ولا مالا ولا بنين ، لأن ذلك كله مخالف لمقتضى الخلقة المادية وما أعد الله تعالى للإنسان من الجهازات التي بها يحصل التمتع من الأمور الدنيوية ، ومخالف أيضا لسيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الذي هو بنفسه أسوة حسنة لنا ، وأوصيائه عليهم السلام الذين أمرنا باتباعهم . بل المراد من هذه الجملات ونظائرها - كما قدمناه في بيان معنى الزهد في الدنيا في ذيل كلامه عز وجل : " فازهد في الدنيا . ، [1] هو التجافي عن هذه الأمور الدنيوية ، والاقبال والتوجه الباطني إلى الله تعالى والدار الآخرة . ولا ينافي ذلك وجود الأمور المذكورة للإنسان كما لا يخفى . أضف إلى ذلك كلام سيد الساجدين عليه السلام الماضي ، حيث نبه على بيان معنى الزهد الحقيقي بذكر الآية الشريفة ، أعني قوله تعالى : * ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم ) * [2] فهذه الجملات من الحديث في مقام بيان أن الزاهد الحقيقي لتجافيه عن دار الغرور ، لا يلتفت إلى شئ من الدار والمال والولد وغيرها من حطام الحياة الدنيا وزينتها ، وإن كان واجدا لهذه الأمور ، فلا يفرح ولا يبطر لوجودها ، كما لا يأسف ولا يغتم لفقدانها . وبهذا البيان يعلم معنى الأحاديث التي أوردنا ذيل هذه الفقرة . والله تعالى هو الهادي .