نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 362
حنيفا ) * [1] وقال النبي صلى الله عليه وآله بعد الأمر بالمرحلة الأولى من الذكر : " إحفظ الله ، تجده أمامك . " ففي كلامه صلى الله عليه وآله مضافا إلى بيان المرحلة الثانية من الذكر القلبي ، إشارة إلى أن حصول المرحلة الأولى مقدمة لحصول الثانية منه . ولا تحصل المرحلة الثانية من الذكر القلبي ، إلا لنبي أو وصى نبي أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، إذ الانسان من حيث التوجه إلى عالمه العنصري وحاجته إلى الكثرات الخارجية ، لا يمكن له أن يتوجه إلى فطرته ويذكر ربه بالمعنى الثاني ، إلا بعناية من الله سبحانه والانقطاع من عالمه العنصري وتعلقاته المادية ، وذلك لا يحصل إلا بالمتابعة الكاملة للأنبياء والأوصياء عليهم السلام في جميع الشؤون المادية والمعنوية من الحياة . هذا . ويشير إلى هذه المرحلة من الذكر أيضا كلام علي عليه السلام في دعاء كميل " أسئلك بحقك وقدسك . " إلى قوله عليه السلام : " سرمدا " ، وكلامه عز وجل في هذه الفقرة من حديث المعراج وغيره من الفقرات المشابهة لها ، كما أن بعض الآيات والروايات والأدعية التي ذكرناها ونذكرها في ذيل هذه الفقرات من الحديث أيضا ، ناظرة إلى هذه المرحلة من الذكر . نسئل الله سبحانه الفوز بهذه المرحلة من الذكر . آمين رب العالمين !