نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 245
8 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إن صاحب الدين فكر فعلته السكينة ، واستكان فتواضع ، وقنع فاستغنى ، ورضي بما أعطى ، وانفرد فكفى الأحزان ، ورفض الشهوات فصار حرا ، وخلع الدنيا فتحامى الشرور ، وطرح الحسد فظهرت المحبة ، ولم يخف الناس فلم يخفهم ، ولم يذنب إليهم فسلم منهم ، وسخط نفسه عن كل شئ ففاز ، واستكمل الفضل وأبصر العافية فأمن الندامة . ) [1] أقول : إن الله تعالى خلق الأشياء كلها لأجل الانسان ، وخلق الانسان لنفسه ، كما ينطق بذلك الحديث القدسي المعروف ( خلقت الأشياء لأجلك ، وخلقتك لأجلي . ) [2] ومن جهة أخرى : أودع في الانسان من القوى ما يوجب صيانته وبقائه واستدامة حياته وسخر له ما في السماوات وما في الأرض . وبعبارة أخرى : إن الأمور الخارجية كلها ، من الجماد والنبات والحيوان البرية منها والبحرية ، لسان حالها هو الخضوع والتسليم للانسان ، كما أن لسان حال الأعضاء والجوارح في الانسان أيضا هو أن الموجودات الخارجية خلقت لأجله وتكون تحت سيطرته يفعل فيها ما يشاء ويتصرف فيها بما يريد . وما أعطانا الله تعالى تلك السيطرة على الموجودات ، إلا للوصول إلى المقصد الاعلى والفوز بالدرجات العلى ، فلو ألهانا تلك الأمور الخارجية الغرض الأصلي من الخلقة ، أو أراد الأعضاء والجوارح أن يتصرف في الأمور على خلاف ما خلقنا الله له ، فعند ذلك يحكم العقل والشرع بقبح هذه التصرفات والتوجهات ، فيجب رفضها والاقبال على التحفظ بالغرض مهما أمكن . وما تدل على ذم الدنيا والنهي عن التمتع بها من الآيات والروايات ، إنما ترشدنا إلى ما بيناه آنفا ، لأترك الدنيا وترك التمتع بنعيمها وزينتها مطلقا واختيار الاعتزال عنها
[1] بحار الأنوار ، ج 69 ، ص 277 ، الرواية 12 . [2] الجواهر السنية ، ص 361 .
245
نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 245