نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 209
( إنك لتذكر أخلافا قلما هي فيمن عندنا . ) قال : فقال : ( فكيف يزعم هؤلاء أنهم شيعة ؟ ) [1] 21 - عن محمد بن إدريس في آخر السرائر نقلا من كتاب العيون والمجالس للشيخ المفيد قال : قال سلمان الفارسي : ( أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله بسبع لا أدعهن على كل حال . ( ثالثهن : ) ( وأن أحب الفقراء وأدنو منهم . ) [2] أقول : لا يخفى أن عظم كل عمل وقيمة كل أمر إنما يعلم من إعظام الحق سبحانه وإعظام أوليائه عليهم السلام لهذا الامر والعمل . والمستفاد من هذه الفقرة من الحديث وما أوردنا ذيلها ، أن الفقر والفقراء عظيمان عند الله تعالى وأوليائه العظام عليهم السلام . فيلزم إعظام الفقراء اقتداء بهم . ولعل السر في إعظامه تعالى لهم ، أن بالفقر يحصل لهم حالة توجب انكسارهم وتخشعهم لله سبحانه وكثرة التفاتهم وإقبالهم على الله تعالى في جميع الحالات والأمور . ومن المعلوم أن حصول هذه الحالة ليس أمرا صغيرا حقيرا لا يعتنى به ، بل هو مما دعا إليه جميع الأنبياء ، واعتنى بشأنه الأولياء عليهم السلام ، وحث عليه الكتب السماوية . وعلى هذا ، فما المانع من أن يكونوا أقرب الخلق إليه سبحانه ، فتكون محبتهم محبة الله تعالى ، والتقرب إليهم هو التقرب إلى الحق سبحانه ، والدنو منهم دنوا منه تعالى ، وأخذهم الصدقات أخذه تعالى إياها ، ووضعها في أيديهم وضعها في يده سبحانه ، والاستخفاف بهم استخفافا به تعالى ؟ ! وأما الصفات الموجبة لحصول هذه العناية الإلهية للفقراء ، فسيأتي بيانها في الفقرة الآتية من الحديث .
[1] وسائل الشيعة ، ج 6 ، ص 298 ، الرواية 3 . [2] وسائل الشيعة ، ج 6 ، ص 309 ، الرواية 12 .
209
نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 209