نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 2
عقائدهم وضمائرهم ، وانتفت مخالجة الشك عن قلوبهم وسرائرهم ، وصار عامة الناس عن إدراكها عاجزين ، وعن رؤيتها محجوبين ، فعمت بصائر قلوبهم من سحاب الارتياب ، وحوتها أغشية المرية والحجاب ، فلا ينتفعون من إشارات الكتب السماوية وبيانات السفراء الإلهية ولا سيما الكتاب المصدق والنبي المكرم صلى الله عليه وآله ، وآله المطهرين عليهم السلام ، بل وقد ضل فريق منهم ضلالا بعيدا ، فأنكر كل ما لم يره بعينه ولم يسمعه باذنه . والسر في ذلك أن الحجب المادية التي تكون من لوازم هذه النشأة قد أغفلت الناس عن جوهر وجودهم وحقيقة فطرتهم ، فنسوا الله فأنساهم أنفسهم . ولكن مع ذلك كله ، لما كتب تعالى على نفسه الرحمة ، وفق بعض عباده اللائقين في كل عصر وبرهة للتوجه إلى حقيقة الفطرة ، فعرفوا بعناية من الله تعالى أسرار الكتاب والسنة وكلمات الأئمة والأولياء عليهم السلام ، ثم علموها من كان سالكا في طريق العبودية حتى لا يموت بموتهم العلوم الإلهية ولا يبقى الطالبون في التيه والضلالة ، بل يقدموا في ضوء هدايتهم على إصلاح نفوسهم ، فتنكشف الحقيقة عليهم أولا من طريق الفطرة ، ثم يعرضوا ما وجدوه على الكتاب والسنة ، ويشتغلوا بارشاد طالبي الهداية ، وبذلك يتحقق الغرض من الخلقة ، وهي العبودية عن معرفة وبصيرة ، قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس ، إلا ليعبدون ) [1] ، كما أن به يتم الحجة على جميع العباد ، ولا سيما أهل الجحد والعناد . وقد من الله تعالى على عباده في أعصارنا هذه بالحجتين البالغتين والعلمين الهاديين : أحدهما صاحب العلم والعمل ، جامع المعقول والمنقول ، العارف بالله ، محبوب الله ومحبوب أوليائه ، محيي الشريعة والملة ، باني الولاية والحكومة الاسلامية في إيران بعد أن سلبها الحكام الظلمة من أيدي أهلها قرونا متمادية ، آية الله