نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 87
والرسل ، ثم أقبل على ابنه شيث فقال يا بني أنت خليفتي من بعدي ، فحذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى ، وكلما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد صلى الله عليه وسلم ، فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ، ثم طفت في السماوات فلم أر في السماوات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه ، وإن ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصرا ولا غرفة إلا واسم محمد مكتوب عليه ، ولقد رأيت اسم محمد على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة ، وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى ، وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة ، فأكثر ذكره فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها . وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن العديم [1] في تاريخ حلب ، عن أبي الحسين علي بن عبد الله الهاشمي الرقي ، رحمه الله تعالى قال : دخلت بلاد الهند فرأيت في بعض قراها شجر ورد أسود فيفتح عن وردة كبيرة طيبة الرائحة سوداء مكتوب عليها بخط أبيض : لا إله إلا الله محمد رسول الله . أبو بكر الصديق . عمر الفاروق . فشككت في ذلك وقلت إنه معمول ، فعمدت إلى حبة لم تفتح فرأيت فيها كما رأيت في سائر الورد ، وفي البلد منه شئ كثير وأهل تلك القرية يعبدون الحجارة . وفي مسالك الأبصار ذكر ابن سعيد المغربي [2] أنه أخبره من دخل الهند رأى في غيضة بنواحي بالكين ، وهي قصبة الهند ، شجرة عظيمة لها ورد أحمر فيه مكتوب ببياض : لا إله إلا الله محمد رسول الله . ونقل القاضي عن السمطاوي رحمه الله تعالى أنه شاهد في بعض بلاد خراسان مولودا ولد على أحد جنبيه مكتوب : لا إله إلا الله ، وعلى الآخر : محمد رسول الله . وقال الشيخ عبد الله اليافعي في كتاب " روض الرياحين " قال بعض الشيوخ : دخلت
[1] عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي ، كمال الدين بن العديم : مؤرخ ، محدث ، من الكتاب . ولد بحلب ، ورحل إلى دمشق وفلسطين والحجاز والعراق ، وتوفى بالقاهرة . من كتبه " بغية الطلب في تاريخ حلب " كبير جدا ، اختصره في كتاب آخر سماه " زبدة الحلب في تاريخ حلب " المجلد الأول منه ، و " سوق الفاضل " وغير ذلك . توفي سنة 660 ه . الأعلام 5 / 40 . [2] عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح ، الشيخ الإمام القدوة ، العارف ، الفقيه ، العالم ، شيخ الحجاز ، عفيف الدين أبو محمد اليافعي ، اليمني ، ثم المكي . ولد قبل السبعمائة بقليل ، وكان من صغره ملازما لبته ، تاركا لما يشتغل به الأطفال من اللعب ، فلما رأى والده آثار الفلاح ظاهرة ، بعث به إلى عدن فاشتغل بالعلم . أخذ عن العلامة أبي عبد الله البصال وشرف الدين الحرازي قاضي عدن ومفتيها ، وعاد إلى بلاده وحبب إليه الخلوة والانقطاع والسياحة في الجبال . وصحب شيخه الشيخ علي المعروف بالطواشي ، وهو الذي سلكه الطريق . ثم لازم العلم وحفظ الحاوي الصغير ، والجمل للزجاجي ، ثم جاور بمكة وتزوج بها ، وقرأ الحاوي على قاضيها القاضي نجم الدين الطبري ، وسمع الحديث . توفى بمكة في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وسبعمائة ، ودفن بمقبرة باب المعلى جوار الفضيل بن عياض . واليافعي نسبة إلى قبيلة من قبائل اليمن من حمير . الطبقات لابن قاضي شهبة 3 / 95 - 96 ، والأعلام 4 / 198 .
87
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 87