نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 472
" سيد الثقلين " : أي الإنس والجن سميا بذلك لأنهما كالثقل للأرض وعليها . وقيل إنهما إنما سميا بذلك لأنهما فضلا بالتمييز الذي فيهما على سائر الحيوانات وكل شئ له وزن وقدر يتنافس فيه فهو ثقيل . " سيد الكونين " . " سيد ولد آدم " : روي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " ولهذا مزيد بيان يأتي في الخصائص . " سيد الناس " : في حديث الشفاعة : " أنا سيد الناس يوم القيامة ، هل تدرون مم ذاك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد " الحديث بطوله في مجئ الناس إليه بعد ترددهم إلى الأنبياء وكلهم يقول : نفسي نفسي . " ع " : وإنما قيده بيوم القيامة لأن فيه يظهر سؤدده لكل أحد ولا يبقى له منازع ولا معاند ، بخلاف الدنيا فقد نازعه في ذلك ملوك الكفار وزعماؤهم . وفي لفظ عند الحاكم : " أنا سيد الناس " وفيه " ولا فخر " أعظم ولا أكمل من هذا الفخر الذي أعطيته . وقيل : معناه أن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله تعالى لم أنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوتي ، فليس لي أن أفتخر بها . قال النووي : وهذا قريب من قوله تعالى : ( لمن الملك اليوم ) فإنه تعالى له الملك اليوم وبعد ، ولكن لما ثم من يدعيه أو يضاف إليه مجازا وانقطع كل ذلك في الآخرة وبقي الملك له وحده قاله موبخا لمن زعم ذلك في الدنيا . قال النووي : وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لوجهين : أحدهما امتثالا لقوله تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) والثاني أنه من البيان الذي يجب أن يبلغ لأمته ليعرفوه ويعتقدوه . وأما قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تفضلوني على موسى " وفي رواية على يونس [1] ، فقاله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلم أنه سيد الناس ، أو أدبأ أو تواضعا ، أو أراد النهي عن التفضيل الذي يؤدي إلى تنقيص المفضول أو يؤدي إلى الخصومة أو عن التفضيل في نفس النبوة دون التفضيل في الخصائص . قال النووي : ولا بد من اعتقاد التفاضل بينهم فيها لقوله تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) الآية . ولهذا تتمة تأتي في الخصائص وفي أحاديث الشفاعة آخر الكتاب .
[1] أخرجه مسلم 4 / 1844 كتاب الفضائل ( 160 - 2373 ) .
472
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 472