نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 462
فائدة : " ذو " لا تضاف إلا إلى مظهر خلافا للمبرد حيث جوز إضافتها إلى ضمير المتكلم فتقول ذي أي صاحبي . كما تقول في . قال السهيلي : والإضافة بها أشرف من الإضافة بصاحب لأنه يضاف بها إلى التابع مثل ذو مال وصاحب تضاف بها إلى المتبوع مثل : أبو هريرة صاحب رسول الله ( ص ) . ولا يقال : النبي صاحب أبي هريرة . إلا على جهة ما . ومن ثم لما كان ذكر يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في سورة الأنبياء في موضع الثناء عليه والمدح له قال تعالى : ( وذا النون ) فأتى ب " ذا " الدالة على التشريف وأضيفت إلى لفظ النون الذي هو أشرف من لفظ الحوت ، لأنه وإن كان بمعناه إلا أنه ذكر دونه في حروف التهجي وأوائل السور على جهة القسم زيادة في التشريف ومبالغة في التعظيم ، ولما لم يكن المقصود من ذكره في سورة ( ن ) ذلك قال تعالى : ( ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ) الآية والله أعلم . حرف الراء المهملة " الراجي " : اسم فاعل من الرجاء ضد الخوف ، وهو تعلق القلب بمحبوب سيحصل . وقيل : الثقة بالجود من الكريم الموجود . وقيل : سرور الفؤاد بحسن الميعاد ، وفرق بعضهم بينه وبين التمني بأنه يصاحب الكسل ولا يسلك معه طريق الجد والاجتهاد ، والرجاء بخلافه ، وبأن الرجاء يختص بالممكن والتمني يستعمل فيه وفي المحال لأن ماهية التمني محبة حصول الشئ سواء كان مع انتظار وترقب أم لا ، وتختص به ليت نحو : ليت الشباب يعود . والترجي ارتقاب ما لا يوثق بحصوله مع إمكانه ، وتختص به " لعل " في المحبوب نحو لعل العدو يموت . " الراضع " : وفي ذكر مثله نظر . " الراضي " : أخذه " د " من قوله تعالى : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) وهو القانع بما أعطي ، اسم فاعل من الرضا ورضا العبد عن الكرب أن لا يكره ما يجري به قضاؤه ، ورضا الرب عن العبد أن يراه مؤتمرا بأوامره منتهيا عن نواهيه . روى مسلم وغيره عن عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى في إبراهيم : ( رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) وقول عيسى : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك ) الآية . فرفع يديه وقال : " اللهم أمتي أمتي ، وبكى ، فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك " .
462
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 462