نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 421
" الأتقى " : أفعل تفضيل من تقى يتقي كقضى يقضي لا بد من اتقى يتقي الذي هو الأصل ، فخفف لأن أفعل التفضيل لا يبنى من غير ثلاثي على ثلاثة . روى مسلم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد علمتم أني أتقاكم وأبركم وأصدقكم حديثا " . قال الجوهري : التقي : المتقي . والتقى والتقوى واحد . وواوها مبدلة عن ياء لقولك : اتقيت والتاء من واو لأنه من وقيت . وأصل التقوى في اللغة : قلة الكلام . حكاه ابن فارس . وقال غيره : هي الخوف والحذر وأصلها : اتقاء الشرك ثم المعاصي ، ثم الشبهات ، ثم ترك الفضلات . وحقيقتها : التحرز بطاعة الله تعالى من مخالفته . وقال رجل لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه : ما التقوى ؟ قال : أخذت طريقا ذا شوك ؟ قال : نعم . قال : كيف صنعت ؟ قال : إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه . قال : ذاك التقوى . رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى . وقد أشار إلى هذا المعنى ابن المعتز رحمه الله تعالى فقال : خل الذنوب صغيرها * وكبيرها ذاك التقى واصنع كماش فوق أر * ض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة * إن الجبال من الحصا وأما إضافتها إلى الله تعالى في قوله تعالى : ( هو أهل التقوى ) فمعناه أهل لأن يتقى عقابه ويحذر عذابه . وسئل علي رضي الله تعالى عنه عنها قال : هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس " [1] . رواه الإمام أحمد ، وحسنه الترمذي . تنبيه : قوله تعالى : ( يا أيها النبي اتق الله ) أمر بالدوام على التقوى . كقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله ) [2] أي داوموا على الإيمان .
[1] أخرجه الترمذي ( 2451 ) ، وابن ماجة ( 4215 ) ، والبيهقي 2 / 335 ، والطبراني في الكبير 17 / 169 . [2] الحديد : 28 .
421
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 421