responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 369


فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام سرج الأزمنة وزين الأمكنة .
والثاني : أن تدخله الجناية وتشتد به العناية حتى يعطي أحدهم الشئ ونفسه تتبعه وقلبه يؤلمه ويوجعه لما يجد من ألم الحيف ، وقد قال العلماء رحمهم الله تعالى : أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف ، لا سيما إن انضاف إلى ذلك شئ من الغناء من البطون الملأى بآلات الباطل من الدفوف والشبابات واجتماع الرجال مع الشباب المرد والنساء الغانيات إما مختلطات بهن أو متشرفات والرقص بالتثني والانعطاف والاستغراق في اللهو ونسيان يوم المخاف ، وكذلك النساء إذا اجتمعن على انفرادهن رافعات أصواتهن بالتهنيك والتطريب في الإنشاد والخروج في التلاوة والذكر المشروع والأمر المعتاد ، غافلات عن قوله تعالى : ( إن ربك لبالمرصاد ) وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان ، ولا يستحسنه ذو المروءة الفتيان ، وإنما يحلو ذلك بنفوس موتى القلوب وغير المستقيلين من الآثام والذنوب ، وأزيدك أنهم يرونه من العبادات لا من الأمور المنكرات المحرمات . فإنا لله وإنا إليه راجعون ، بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ ! ولله در شيخنا القشيري رحمه الله تعالى حيث يقول فيما أجازناه :
قد عرف المنكر واستنكر ال‌ * معروف في أيامنا الصعبة وصار أهل العلم في وهدة * وصار أهل الجهل في رتبه حادوا عن الحق فما للذي * سادوا به فيما مضى نسبه فقلت للأبرار أهل التقى * والدين لما اشتدت الكربه لا تنكروا أحوالكم قد أتت * نوبتكم في زمن الغربة !
ولقد أحسن الإمام أبو عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى حيث يقول : لا يزال الناس بخير ما تعجب من العجب ! .
هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم وهو ربيع الأول هو بعينه الشهر الذي توفي فيه ، فليس الفرح بأولى من الحزن فيه . وهذا ما علينا أن نقول ومن الله تعالى نرجو حسن القبول .
هذا جميع ما أورده الفاكهاني - رحمه الله تعالى - في كتابه المذكور .
وتعقبه الشيخ - رحمه الله تعالى - في فتاويه فقال : أما قوله : لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة فيقال عليه : نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود ، وقد استخرج له إمام الحفاظ أبو الفضل بن حجر أصلا من السنة واستخرجت أنا له أصلا ثانيا . قلت : وتقدم ذكرهما . وقوله بل هو بدعة أحدثها البطالون إلى قوله : " ولا العلماء المتدينون " يقال عليه : إنما

369

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست