نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 264
عن أمره حتى عرف خبره ، فأتى حرب بن أمية فأنبه بصنيعه وطلب دم جاره ، فأجار حرب قاتليه ولم يسلمهما وأخفاهما ، وطالبه عبد المطلب بهما فتغالظا في القول حتى دعاهما المحك واللجاج إلى المنافرة ، فجعلا بينهما النجاشي صاحب الحبشة ، فأبى أن يدخل بينهما ، فجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي جد عمر بن الخطاب ، فقال لحرب : يا أبا عمرو تنافر رجلا هو أطول منك قامة ، وأوسم منك وسامة ، وأعظم منك هامة ، وأقل منك لامة . وأكثر منك ولدا ، وأجزل منك صفدا ، وأطول منك مددا ، وإني لأقول قولي هذا ، وإنك لبعيد الغضب ، رفيع الصيت في العرب ، جلد المريرة ، تحبك العشيرة ، ولكنك نافرت منفرا . فنفر عبد المطلب ، فغضب حرب . وأغلظ لنفيل وقال : من انتكاس الدهر جعلت حكما . وكانت العرب تتحاكم إليه فقال في ذلك نفيل : أولا د شيبة أهل المجد قد علمت * عليا معد إذا ما هزهز الورع وشيخهم خير شيخ لست تبلغه * أني وليس به سخف ولا طمع يا حرب ما بلغت مسعاتكم هبعا * يسقي الحجيج وماذا يبلغ الهبع أبوكما واحد والفرع بينكما * منه العشاش ومنه الناضر الينع فترك عبد المطلب منادمة حرب ، ونادم عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تيم بن مرة . ولم يفارق حربا حتى أخذ منه مائة ناقة ودفعها إلى ابن عم اليهودي ، وارتجع ماله إلا شيئا يسيرا كان قد تلف فغرمه من ماله . فقال الأرقم بن نضلة بن هاشم في ذلك : وقبلك ما أردى أمية هاشم * فأورده عمرو إلى شر مورد أيا حرب قد حاربت غير مقصر * شآك إلى الغايات طلاع أنجد تفسير الغريب الصفد [1] : بفتح الصاد والفاء : العطاء . الهبع : بضم الهاء وفتح الباء الموحدة : الفصيل الذي نتج في آخر النتاج . العشاش : بعين مهملة مكسورة وشينين معجمتين : جمع عش وهو ما يجمعه الطائر من حطام العيدان . الينع : بفتح المثناة التحتية : وهو من الثمر النضيج الطيب . وروى البلاذري عن محمد بن السائب عن أشياخه قالوا : كان لعبد المطلب ماء يدعى الهرم فغلبه عليه جندب بن الحارث الثقفي في طائفة من ثقيف ، فنافرهم عبد المطلب إلى
[1] والاسم من العطية الصفد قال النابغة : فلم أعرض - أبيت اللعن - بالصفد ، واللسان 4 / 2458 .
264
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 264