responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 263


فخرج المطلب بن عبد مناف حتى أتى المدينة عشيا ثم خرج براحلته حتى أتى بني عدي ابن النجار فإذا بغلمان من بين ظهراني المجلس ، فلما نظر إلى ابن أخيه قال : هذا ابن هاشم ؟ فقال القوم : نعم . وعرف القوم المطلب . فقالوا : نعم هذا ابن أخيك ، فإن كنت تريد أخذه فالساعة لا تعلم أمه فإنها إن علمت حلنا بينك وبينه . فأناخ راحلته ثم دعاه فقال : يا بن أخي أنا عمك وقد أردت الذهاب بك إلى قومك فاركب . فوالله ما كذب أن جلس على عجز الرحل وجلس المطلب على الرحل ثم بعث راحلته فانطلق به . فلما علمت إمه أن عمه ذهب به علقت تدعو من حزنها على ابنها وقالت :
كنا ولاة حمه ورمه [1] * حتى إذا قام على أتمه انتزعوه غيلة من أمه * وغلب الأخوال حق عمه وقيل إنه أخذه بإذن أمه .
ولما دخل المطلب مكة دخل ضحوة مردفه خلفه والناس في أسواقهم ومجالسهم ، فقاموا يرحبون به ويقولون : من هذا معك ؟ فيقول هذا عبدي ابتعته بيثرب . ثم خرج به حتى جاء الحزورة فابتاع له حلة ، ثم أدخله على امرأته خديجة ابنة سعيد بن سعد بن سهم ، فلما كان العشي ألبسه الحلة ثم أجلسه في مجلس بني عبد مناف وأخبرهم خبره . وجعل بعد ذلك يخرج في تلك الحلة فيطوف في سكك مكة وكان أحسن الناس وجها فيقولون : هذا عبد المطلب . لقول المطلب : هذا عبدي . فثبت اسمه عبد المطلب . وترك شيبة .
وكان عبد المطلب يكثر زيارة أخواله ويبرهم .
حمة : بحاء مهملة يجوز ضمها وفتحها يعني قليله . رمة : براء يجوز فتحها وضهما يعني كثيره .
وروى البلاذري عن محمد بن السائب وغيره قالوا : كان عبد المطلب من حلماء قريش وحكمائها ، وكان نديمه حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وكان في جوار عبد المطلب يهودي يقال له أذينة وكان اليهودي يتسوق في أسواق تهامة بماله ، فغاظ ذلك حربا فألب عليه فتيان قريش وقال : هذا العلج الذي يقطع إليكم ويخوض في بلادكم بمال جم كثير من غير جوار ولا خيل ، والله لو قتلتموه وأخذتم ماله ما خفتم تبعة ولا عرض لكم أحد يطلب دمه . فشد عليه عامر بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وصخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة فقتلاه . فجعل عبد المطلب لا يعرف له قاتلا ، فلم يزل يبحث



[1] الحم ما أذيب من الشحم - وما بقي من الشحم المذاب ، وحم الشئ معظمه يقال : ما له حم ولا رم : لا قليل ولا كثير ، وما لك عن ذلك حم ولا رحم : بد وما له حم ولا سم غيرك : ماله هم غيرك . المعجم الوسيط 1 / 200 .

263

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست